محاسن السيد تسأل: أمى عمرها 74 عاما ومصابة بفيروس سى منذ أكثر من عشرين عاما، والأنزيمات طبيعية حتى الآن، والسونار سليم، ولا يوجد تليف حتى الآن، وتأخذ "سى أميون" و"الأرسوجول"، هل هذا العلاج مناسب؟
يجيب الدكتور هشام الخياط أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بمعهد تيودور بلهارس قائلا:
من المعروف أن التطور المرضى لمرضى فيروس سى يختلف من مريض إلى آخر طبقا لعوامل كثيرة، فهناك مرضى يظل الكبد لديهم فى حالة شبه طبيعية لفترات طويلة تقترب من 30 : 40 عاما دون تطور فى الحالة إلى الأسوأ، وعلى النقيض هناك بعض المرضى يتطور المرض لديهم بصورة سريعة جدا إلى الحالة الأسوأ فى غضون سنوات قليلة.
والعوامل التى تحدد تطور حالة مرضى فيروس سى، أهمها الاستعداد الجينى لبعض المرضى الذى يجعلهم أكثر عرضة لتطور الحالة من سيئ إلى أسوأ فى وقت قصير، وقد استطاع العلماء فك بعض طلاسم الجينات المسئولة عن التطور السريع لبعض المرضى دون الآخرين.
ولكن يبقى الكثير من الأسرار التى تعتمد على الشفرات الجينية التى يعمل عليها العلماء بشكل كبير فى الوقت الحالى لاكتشافها، وتحديد المرضى المعرضين أكثر لتطور حالتهم إلى الأسوأ دون غيرهم، ويأتى الاستعداد الوراثى فى مقدمة العوامل التى تؤثر على تطور الحالة لبعض المرضى، مقارنة بالمرضى الآخرين الذين لا تتطور حالتهم على مدار سنوات عديدة.
وهناك أيضا الإصابة بفيروس آخر مثل فيروس بى، وهذا من شأنه التأثير السلبى على المريض، وتطور الحالة بصورة سريعة عن غيره من المرضى الذين يعانون من فيروس سى وحده، ويأتى فى المرتبة الثالثة مصاحبة التدهن الكبدى الملتهب، بالإضافة إلى الإصابة بفيروس سى، حيث أثبتت الدراسات أن الإصابة بفيروس سى مع الدهون الكبدية الملتهبة تشكل خطرا كبيرا على مرضى فيروس سى، وتسبب تدهور حالة مرضى فيروس سى نتيجة لمقاومة مستقبلات الخلايا للأنسولين، ويزيد الأمور تعقيدا السمنة والسكر كعاملين مؤثرين لتدهور مرضى فيروس سى.
كما أثبتت الدراسات أيضا أن هناك عوامل أخرى مؤثرة تساعد على تدهور حالة مرضى فيروس سى، منها التدخين والاستخدام العشوائى للأدوية دون استشارة الطبيب المختص، والذى يؤدى بدوره إلى تدهور حالة المرض فى فترة قصيرة.
وبالنسبة للمريضة فهى لا تعانى من أى عوامل مضافة إلى فيروس سى من شأنها التأثير السلبى على حالة الكبد، والذى ظل لمدة سنوات عديدة دون أى مضاعفات تذكر، وذلك بسبب عدم وجود استعداد وراثى جينى يساعد على تدهور الحالة، كما أن العوامل الأخرى السابق ذكرها مثل السمنة والسكر ومقاومة الأنسولين، والإصابة بفيروس بى والتدخين كلها غير موجودة، مما ساعد على استقرار حالة الأم لفترات طويلة زادت على عشرين عاما.
وننصح بالاستمرار فى تناول الأدوية المدعمة للكبد مثل السلمارين، ومضادات الأكسدة مثل اليفرين والهيباماكس بلس واليفرالبومين والإنتوكس وفيتامين "ه"، ولا داع لتناول الإنترفيرون، حيث إن سن المريضة يكون عائقا للاستجابة المثلى للدواء.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع